قلت:
صدقت.. ولكني سمعت بعض قومنا يزهد في الزهد، ويذكر أنه من الدنس الذي شوهت به
شريعة الله، وأن رسول الله a لم يكن زاهدا.. وأن كل
أحاديث الزهد جاءتنا من رهبان الديانات المنحرفة.
قلت:
بلى.. ولكنهم راحوا يؤولونها بصنوف التأويلات.. وأنت تعلم أن القرآن الكريم حمال وجوه.
قال:
ويلهم.. ألم يرجعوا إلى رسول الله a وورثته في فهمها.. ألم يعلموا بأنه a كان
أعظم داعية للزهد.. بل كان أعظم الزاهدين.. ففي الحديث أن رجلا أتى النّبيّ a، فقال: يا رسول اللّه، دلّني
على عمل، إذا أنا عملته، أحبّني اللّه، وأحبّني النّاس، فقال رسول اللّه a: (ازهد في الدّنيا يحبّك
اللّه، وازهد فيما في أيدي النّاس، يحبّوك)[1]
اللّهمّ لا عيش إلّا عيش الآخره فاغفر
للأنصار والمهاجره
وكان
يعظ أصحابه وأمته كل حين بشأنه، ويقول مفسرا قوله تعالى: ﴿أَلْهَاكُمُ
التَّكَاثُرُ (1)﴾ (التكاثر): (يقول ابن آدم: مالي، مالي.. وهل لك يا بن
آدم من مالك إلّا