responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الحياة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 157

قلت: ولكن..

قاطعني.. ولم يدعني أتحدث.. ثم أمر بي إلى السجن، وهو يقول: هذا هو القانون الذي يطبق على أمثالك من الذين يكذبون على الله.

لا أخفيك.. أني تألمت لذلك الحكم القاسي، والذي لم يدع لي فيه القاضي أي فرصة لأدافع عن نفسي.. لكني بعد أن دخلت السجن حمدت الله، فقد لقيت فيه ولي الله الذي عرفت منه أسرار الأقدار.

فبمجرد أن دخلت السجن، والألم يعصر قلبي، قال الرجل الممتلئ بالحكمة والإيمان: لقد طال انتظاري لك.. ما بك قد تأخرت كل هذا التأخر.

قلت: معذرة.. فأنا لا أعرفك.

قال: كيف لا تعرفني، وأنت لم تأت هذه المدينة إلا لتبحث عني.. وأنا لم أدخل السجن إلا لأنتظرك.. وقد ساقتك الأقدار إلي.. كما ساقت الأقدار صاحب يوسف عليه السلام، ليلتقي به في السجن، ثم يكون ذلك سببا لنجاة المصريين، ولتمكين الله ليوسف في الأرض.

قلت: أخبرني أولا.. هل أنت من القائلين بالجبر، أم القائلين بالاختيار، فقد اختلطت علي الأمور في مدينتكم؟

قال: لا أنا من القائلين بالجبر.. ولا أنا من القائلين بالاختيار.. بل أنا من أتباع ذلك الإمام الجليل الذي قيل له أخبرنا عن القدر، فقال: بحر عميق فلا تلجه، وبيت مظلم فلا تدخله، وسر الله فلا تبحث عنه، ثم قال: (إنه أمر بين أمرين لا جبر ولا تفويض)، فقال الرجل: إن فلانا يقول بالاستطاعة، وهو حاضر، فقال: علي به، فأقاموه فلما رآه قال له: الاستطاعة تملكها مع الله أو من دون الله، وإياك أن تقول

نام کتاب : أسرار الحياة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 157
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست