واحدة
منهما فترتد، فقال: وما أقول؟ قال: (قل: أملكها بالله الذي أنشأ ملكتها)[1]
وأنا
من أتباع ذلك الإمام الذي قيل له: (إن أصحابنا بعضهم يقول بالجبر، وبعضهم يقول
بالاستطاعة)، فقال: (قال الله تبارك وتعالى: يا بن آدم بمشيتي كنت أنت الذي تشاء
لنفسك ما تشاء، وبقوتي أديت إلي فرائضي، وبنعمتي قويت على معصيتي، جعلتك سميعا
بصيرا قويا، ما أصابك من حسنة فمن الله، وما أصابك من سيئة فمن نفسك، وذلك أني
أولى بحسناتك منك، وأنت أولى بسيئاتك مني، وذلك أني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون،
فقد نظمت لك كل شئ تريد) [2]
قلت:
فأنت لست من كلا الفريقين في المدينة.
قال:
أجل.. أنا من كليهما، ولست من كليهما.
قلت:
لم أفهم.
قال:
كلاهما يملك بعض الحق.. وكلاهما يملك بعض الباطل.. ولو أنهما التقيا، لما حصل لهما
هذا الشقاق الذي تراه.
قلت:
فهل عندك حل لذلك؟
قال:
أجل.. ولو أنهم سمعوني لارتفع عنهم الخلاف، ولعرفوا الله وعظموه، وعرفوا
مسؤولياتهم وأدوها.
قلت:
فاعتبرني أحدهم، وأدل لي بما عندك.. فلعل أقدار الله وهبت لي فضل تبليغهم ما تريد.