قال:
أجل.. ومثلها قوله تعالى: ﴿ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً
سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ (الزخرف: 32)، أي
أن العلة في ذلك التفاوت هي أن يسخّر بعضُهم بعضاً في الأعمال، لاحتياج بعضهم
لبعض.
قلت:
وعيت هذا.. لكن قد يتهم بعض هؤلاء المختبرين ربه، لأنه أنزل عليه ذلك البلاء الذي
عافى منه غيره.
قال:
عدالة الله قسمت بين الخلق البلاء والعافية.. ولذلك كان الكل مبتلون، أولئك الذين
ابتلوا بالفقر، أو أولئك الذين ابتلوا بالغنى.. لذلك كان الصادق من المؤمنين مسلما
لله، عالما أن ذلك لم يكن إلا لمصلحته.
قلت:
لقد ذكرني حديثك هذا بحديث لرسول الله a يذكر فيه أن الله تعالى
أراد اختبار ثلاثة نفر من بني إسرائيل أبرص، وأقرع، وأعمى، ليخرجوا ما يخفيه
جوهرهم من صفات، فبعث ملكا فأتى الأبرص، فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: لون حسن وجلد
حسن، قد قذرني الناس، فمسحه فذهب، وأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا، فقال: أي المال أحب
إليك؟ قال: الإبل، فأعطي ناقة عشراء، فقال: يبارك لك فيها.
وأتى
الأقرع، فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال شعر حسن، ويذهب هذا عني، قد قذرني الناس،
فمسحه فذهب وأعطي شعرا حسنا، فقال: فأي المال أحب إليك؟ قال: البقر فأعطاه بقرة
حاملا، وقال: يبارك لك فيها.
وأتى
الأعمى، فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال، يرد الله إلي بصري، فأبصر به الناس، فمسحه
فرد الله إليه بصره، فقال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الغنم فأعطاه