قلت:
أجل.. لقد ذكرتني بمقولة للإمام الصادق يقول فيها لمن سأله عن أرواح المؤمنين في
الجنة: (في حجرات في الجنة يأكلون من طعامها، ويشربون من شرابها، ويقولون ربّنا
أقم لنا الساعة، وانجز لنا ما وعدتنا)، وسئل عن أرواح المشركين، فقال: (في النار
يعذبون، ويقولون ربّنا لا تقم لنا الساعة ولا تنجز لنا ما وعدتنا)[1]
وروي
أنه قيل له: (جعلت فداك يروون أنّ أرواح المؤمنين في حواصل طيور خضر حول العرش)،
فقال: (لا، المؤمن أكرم على الله من أن يجعل روحه في حوصلة طير، لكن في أبدان
كأبدانهم)[2]، وفي رواية: (فإذا قبضه الله عزّوجلّ صيّر تلك الروح في قالب كقالبه في
الدنيا فيأكلون ويشربون، فإذا قدم عليهم القادم عرفوه بتلك الصورة التي كانت في
الدنيا)[3]
قال:
أجل.. وقد ذكر القرآن الكريم ذلك، بل صرح به، فقد قال تعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ
الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ الله أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ
يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ الله مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ
بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ
وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ([آل عمران: 169، 170]
قلت:
إن هذه الآية الكريمة تشير إلى معرفتكم بأهل الدنيا.
قال:
أجل.. نحن نطلع على كل شيء يحصل فيها، مثلما تطلعون أنتم في وسائل الإعلام على كل
ما يحصل في أنحاء العالم.
قلت:
ولكنا قد نشارك بآرائنا ومواقفنا.. وربما بأعمالنا.. وقد عزلتم أنتم عن