مختل المبنى غير مستقيم المعنى، بل
لا معنى له ولا يصح.
صمت، فقال: من البديهي أن الشيء لا يكون عند نفسه،
فلا يصح أن نقول كان زيد عند زيد.
قلت: وعلى التفسير الذي ذكرته، والذي ترى أن الترجمة
حرفته.
قال: سيستقيم المعنى بذلك.. لأنه إذا صار الإله
المُنَكَّر بمعنى الكائن الروحي العظيم الذي هو غير الله، صح أن نعتبره كان عند
الله.
قلت: أسلم لك هذا.. فحرف واحد قد يغير المعنى تغييرا
كليا.. ومع ذلك.. فهذا توجيه لا يكفي.. أنا أريد توجيها للنص نفسه.. وأنت إلى الآن
تطوف بالنص.. ولا تجرؤ على القرب منه.
قال: لا يمكن أن تفهم النص مبتورا عن سياقه.. ولكن
مع ذلك بحثت في هذا.. وهو الوجه الثالث من وجوه الرد على الاستدلال بهذا القول.
بماذا يبدأ هذا القول؟
قلت: يبدأ بقوله :( في البدء كان الكلمة)
قال: أنتم تفهمون من هذا أزلية المسيح.
قلت: أجل.. فالمسيح الإله كان موجوداً في الأزل قبل
الخليقة.. وهذا النص يدل على ذلك.. ويدل على ذلك نصوص أخرى:
فهذا يوحنا يقول على لسان المسيح :( إن إبراهيم
تشوق إلى أن يرى يومي هذا، فقد رآني وابتهج بي، من قبل أن يكون إبراهيم كنت
أنا(يوحنا 8/56-58)، فهذا يدل على أن وجوده كان قبل إبراهيم، وذلك لا يعني إلا أنه
كائن أزلي.
ويوحنا يقول عن المسيح :( هو ذا يأتي مع السحاب،
وستنظره كل عين، والذين طعنوه…أنا هو الألف والياء،
البداية والنهاية)(الرؤيا1/7-8) أي الأول والآخر.
فهذه النصوص مصرحة برأي النصارى بأزلية المسيح
وأبديته، وعليه فهي دليل ألوهيته.قال: هذه نتيجة فهمتموها.. ويمكن تأويلها لمن
أراد أن يحافظ على إحكام النصوص من غير