قال: هذه الكلمة لا تدل على المسيح وحده، لأن لفظ
(المسيح) لقب أطلق على كثيرين غير المسيح.. فالمسحاء من مسحهم الله ببركته من
الأنبياء كداود وإشعيا كما في (المزمور: 45/7)، و(إشعيا:61/1)، فلا وجه لتخصيص
المسيح بهذا اللقب.
قلت: وما ترد على ما ورد في نصوص سفر الرؤيا، والتي
ذكرت أن المسيح هو الألف والياء، وأنه الأول والآخر؟
قال: أولا.. جميع ما في هذا السفر مجرد رؤيا منامية
غريبة رآها يوحنا، ولا يمكن أن يعول عليها، فهي منام كسائر المنامات التي يراها
الناس، فقد رأى يوحنا حيوانات لها أجنحة وعيون من أمام، وعيون من وراء، وحيوانات
لها قرون بداخل قرون، كما في (الرؤيا: 4/8)
قلت: ولكن يوسف كما يقول قرآنكم رأى الكواكب والشمس
والقمر ساجدة له، ومع ذلك اعتبرت رؤياه صحيحة صادقة.. بل كانت حياة يوسف كلها
تأويلا لهذه الرؤيا.
قال: صدقت.. وهذا ما أردت أن أجرك إليه.. هل يمكن
لفلكي أن يستنتج من قول يوسف حقائق علمية ترتبط بالفلك؟
قلت: لا.. فالرؤيا لا يراد بها ظاهرها.. بل كانت
الكواكب تشير إلى إخوة يوسف، والشمس والقمر يشير إلى والديه.
قال: فكذلك ما ذكرت من الرؤيا.. لابد لها من تأويل..
أو أن فهمها يختلف باختلاف مؤولها.
قلت: ولكن هناك من الرؤى ما يكون له من الوضوح ما لا
يستدعي تأويلا.
قال: لا بأس.. سأسلم لك هذا.. لقد ورد في آخر هذا
السفر مثل هذه العبارات صدرت عن أحد الملائكة كما يظهر من سياقها، وهو قوله :( أنا
يوحنا الذي كان ينظر ويسمع هذا.وحين سمعت ونظرت خررت لأسجد أمام رجلي الملاك الذي
كان يريني هذا. فقال لي: انظر لا تفعل.