التفت إلي، وقال: فهل ترى أن كل هؤلاء يمكن اعتبارهم
آلهة؟
قلت: لا..
قال: فلم تخصون المسيح وحده بالألوهية مع أن نفس
اللفظ أطلق على غيره؟
قلت: ولكن المعنى الحقيقي للبنوة ورد خاصا بالمسيح.
قال: في أي موضع؟
قلت: لقد نطقت به الشياطين، ففي إنجيل لوقا :( كانت
شياطين أيضاً تخرج من كثيرين وهي تصرخ وتقول: أنت المسيح ابن الله، فانتهرهم، ولم
يدعهم يتكلمون لأنهم عرفوه أنه المسيح )(لوقا 4/41)
قال: أولا هذا كلام الشياطين.. وثانيا: انتهرها
المسيح.. وثالثا: لا دليل على أن المراد من البنوة هنا نفس ما ورد في سائر
المواضع.. ورابعا: لم تقل الشياطين أن هذا هو ابن الله الحقيقي لا المجازي الذي
تعودوا عليه.
قلت: لكن نصوص الكتاب المقدس تذكر تميزاً مستحقاً
للمسيح في بنوته عن سائر الأبناء.
قال: وما هي؟
قلت: لقد جاء وصف المسيح بأنه الابن البكر أو الوحيد
لله (عبرانيين:1/6، يوحنا:3/18)
وسمي ابن الله العلي (لوقا: 1/32، 76)
وذكر أنه ابن ليس مولوداً من هذا العالم كسائر
الأبناء، بل هو مولود من السماء، أو من فوق (يوحنا 1/18).
قال: ولكن كل ما ذكرته تثبت النصوص أمثاله لأبناء
آخرين:
فالبكورية وصف بها إسرائيل :( إسرائيل ابني البكر
)(الخروج: 4/22-23)
ومثل ذلك افرايم :( لأني صرت لإسرائيل أباً، وإفرايم
هو بكري )(إرميا: 21/9)