يا دار خير المرسلين ومن به
هدي الأنام وخصّ بالآيات
عندي لأجلك لوعة وصبابة
وتشوّق متوقّد الجمرات
وعليّ عهد إن ملأت محاجري
من تلكم الجدران والعرصات
لأعفّرنّ مصون شيبي بينها
من كثرة التّقبيل والرّشفات
لولا العوادي والأعادي زرتها
أبدا ولو سحبا على الوجنات
لكن سأهدي من حفيل تحيّتي
لقطين تلك الدّار والحجرات
أزكى من المسك المفتّق نفحة
تغشاه بالآصال والبكرات
وتخصّه بزواكي الصّلوات
ونوامي التّسليم والبركات
بالإضافة إلى هذا له أشعار كثيرة في التوسل بالنبي a، منها قوله[1]:
أنا فقير إلى عفو ومغفرة
وأنت أهل الرضى يا سيد الأمم
فقد أتيتك أرجو منك مكرمة
وأنت أدرى بما في القلب من ألم
وقال:
يا سيدي يا رسول الله خذ بيدي
فالعبد ضيف وضيف الله لم يضم
كئيبا غريبا بافتقار وضيعة
ذليلا حقيرا أهمل الفرض والنفل
يا رب يا الله يا سيدي
ويا عليم الغيب لم يستتر
هذا الذي هتفت من قبل مولده
به الهواتف واشتاقت له المقل
وقد سعيت إلى أبواب حجرتكم
سعيا على الرأس لا سعيا على القدم
4. عبد الحق بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسين بن سعيد إبراهيم الأزدي، الأندلسي
[1] نقلا عن: شعر التوسل عند القاضي عياض دراسة لغوية، د. جيلالي بن يشو، ص27..