نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 151
وهكذا لو رجعوا
إلى القرآن الكريم لوجدوا سليمان u العبد الشكور، وهو يلجأ إلى الله كل حين، لا
يغفل عنه أبدا.. فكيف يغفل عنه، وهو يطلب ـ وفي ليلة واحدة ـ أن يرزق مائة ولد
كلهم يعيش إلى أن يجاهد في سبيل الله.
إن هذا التألي
على الله يستحيل على عوام الناس من المسلمين، فكيف يقع من عبد شكور أواب ممتلئ
بالطاعة لله والعبودية لله.
هذه هي صورة
الأنبياء كما صورها حديث أبي هريرة الموقوف أو المرفوع، وهي صورة لا تختلف عن صور
الملوك والمتكبرين والمتجبرين الذين يباهون بكثرة النساء والجواري، ولعله لأجل هذا
لا نستغرب أن يجمع الإمام السلفي الكبير، الطبري، في اسم تاريخه بين الرسل
والملوك، حيث سماه [تاريخ الرسل والملوك]، فالرسل بحسب تصوراتهم ليسوا سوى ملوك..
ولهذا هم يحبون الملوك، ويجلونهم، ويقدرونهم، ويحرمون نقدهم، أو الحديث عنهم،
لأنهم لا يختلفون عن الرسل إلا في ناحية واحدة ـ بحسب الرؤية السلفية ـ هي ذلك
الوحي الذي ينزل من السماء عليهم.
بل إن السلفية
في تصوراتهم لله تعالى ـ كما رأينا ذلك في كتاب [السلفية.. والوثنية المقدسة]،
يجعلون الله ملكا كبيرا، أو امبراطورا عظيما، لا يختلف ـ بحسب الروايات التي
يوردونها ـ عن أي ملك أو امبراطور إلا في كونه في السماء، وهم على الأرض.
نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 151