وقد ورد في الحديث القدسي أن الله تعالى قال: (أنا خير قسيم
لمن أشرك بي، من أشرك بي شيئا فإن حشده عمله قليله وكثيره لشريكه الذي أشركه به،
وأنا عنه غني) ([197])
وفي حديث آخر قال
رسول الله a: (إنّ أخوف ما أخاف عليكم الشّرك الأصغر)، قالوا: يا
رسول الله، وما الشّرك الأصغر؟ قال: (الرّياء، إنّ الله تبارك وتعالى يقول يوم
تجازى العباد بأعمالهم: اذهبوا إلى الّذين كنتم تراءون بأعمالكم في الدّنيا
فانظروا، هل تجدون عندهم جزاء؟)([198])
وسئل رسول الله a عن
الجهاد والغزو، فقال: (إن قاتلت صابرا محتسبا بعثك الله صابرا محتسبا، وإن قاتلت
مرائيا مكابرا بعثك الله مرائيا مكابرا، على أيّ حال قاتلت أو قتلت بعثك الله على
تيك الحال)([199])
وفي حديث آخر قال
رسول الله a: (الغزو غزوان، فأمّا من ابتغى وجه الله وأطاع
الإمام وأنفق الكريمة، وياسر الشّريك، واجتنب الفساد. فإنّ نومه ونبهه أجر كلّه،
وأمّا من غزا فخرا ورياء وسمعة وعصى الإمام وأفسد في الأرض فإنّه لم يرجع بالكفاف)([200])
وقال الإمام الرضا: (اعملوا لغير رياء ولا سمعة فإنّه من عمل
لغير اللّه وكله اللّه إلى ما عمل، ويحك ما عمل أحد عملا إلّا ردّاه اللّه به، إن
خيرا فخير وإن شرّا فشرّ)([201])
ردد ـ أيها المريد الصادق ـ هذه الأحاديث بينك وبين نفسك،
وحاول أن تتخيل
[197]
الحاكم 4/329، وأبو نعيم في الحلية 1/268-269.
[198]
أحمد، 5/ 429، البيهقي في الشعب(5/ 332)/ 6831.
[199]
أبو داود(2519)، والحاكم(2/ 85- 86)، وقال: حديث صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.
[200]
أبو داود(2515) واللفظ له، والحاكم في المستدرك(2/ 85)، وقال: حديث صحيح على شرط
مسلم ولم يخرجاه.