responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 232

(وعنك أغضي)([292])

وروي أنه مر يوما على قوم يغتابونه، فوقف عليهم، فقال: (إن كنتم صادقين فغفر الله لي، وإن كنتم كاذبين فغفر الله لكم)([293])

العلاج السلوكي:

إذا عرفت كل هذا ـ أيها المريد الصادق ـ وعزمت على أن تتحكم في غضبك، فعليك أن تستعين بربك، وتدرب نفسك بما تراه صالحا لها، كما روي عن بعضهم أنه كان شديد الغضب، وعندما أدرك خطره عليه، كتب ثلاث صحائف، فأعطى كل صحيفةٍ رجلاً، وقال للأول: إذا اشتد غضبي فقم إليّ بهذه الصحيفة، وقال للثاني: إذا سكن بعض غضبي فأعطنيها، وقال للثالث، إذا ذهب غضبي فناولنيها.. وكان في الصحيفة الأولى: أقصر، ما أنت وهذا الغضب؟ لست بِإله إنما أنت بشر!! أوشك أن يأكل بعضك بعضاً.. فيسكن بعض غضبه.. وكان في الصحيفة الثانية: ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء.. فيسكن بعض غضبه.. وفي الصحيفة الثالثة: خذ الناس بحق الله، فإنه لا يصلحهم إلاّ ذاك.. فلا يقرر أي قرار في حال غضبه يتنافى مع شريعة الله.

ولهذا كان الطريق الأمثل لعلاج الغضب هو ذكر الله.. فما ذكر الله في محل إلا خنس الشيطان، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ﴾ [الأعراف: 201]، وبخلافهم الغافلين الذين ﴿يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ﴾ [الأعراف: 202]

ولهذا روي في الحديث أنه استبّ رجلان عند النّبيّ a، وأحدهما يسبّ صاحبه


[292] المرجع السابق، ج4 ص157..

[293] بحار الأنوار، (46/ 62)

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 232
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست