responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 269

بل إن رسول الله a أخبر بأن هذا النوع من العقوبة قد يتحقق في الدنيا قبل الآخرة، فقال: (لا تظهر الشّماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك)([344])

وفي حديث آخر قال a: (من عيّر أخاه بذنب لم يمت حتّى يعمله) ([345])

وقد قال الشّاعر معبرا عن هذا المعنى:

إذا ما الدّهر جرّ على أناس ***   *** كلاكله أناخ بآخرينا
فقل للشّامتين بنا أفيقوا ***   *** سيلقى الشّامتون كما لقينا

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فضع نفسك دائما موضع اختبار، وحاسبها قبل أن تحاسب.. واعلم أن الله قد يبتليك في أي لحظة بأضعف مخلوقاته، وأحقرهم في عينك، ليرى حقيقتك، مثلما فعل مع الشيطان حين اختبره بالطين التي كان يتوهم أنه أفضل منها.

وتذكر دائما ما قاله إمامك الإمام علي، فقد قال: (إن الله أخفى أربعة في أربعة: أخفى رضاه في طاعته، فلا تستصغرن شيئا من طاعته، فربما وافق رضاه وأنت لا تعلم، وأخفى سخطه في معصيته، فلا تستصغرن شيئا من معصيته، فربما وافق سخطه معصيته وأنت لا تعلم، وأخفى إجابته في دعوته، فلا تستصغرن شيئا من دعائه، فربما وافق إجابته وأنت لا تعلم، وأخفى وليه في عباده، فلا تستصغرن عبدا من عبيد الله، فربما يكون وليه وأنت لا تعلم) ([346])

تأمل ـ أيها المريد الصادق ـ ففيها كل الأدوية التي تحفظ قلبك من الوقوع في هذا المثلب الخطير.. فهو ينبهك إلى أن الله تعالى أخفى رضاه في شريعته.. ولذلك لا تحقر، ولا ت


[344] الترمذي (2506) وقال: هذا حديث حسن غريب.

[345] الترمذي (2505) وقال: حسن غريب.

[346] وسائل الشيعة: 1 / 87.

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 269
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست