نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 462
يحل بالعمران، بل الجرثومة الكبرى
التي تنبت كل أنواع الكفران، وتحطم جميع بنيان الإنسان.
ولهذا أخبر رسول الله a أنها حجب حائلة عن الإيمان،
فقال: (من زنى وشرب الخمر نزع اللّه منه الإيمان كما يخلع الإنسان القميص من رأسه)([786])
وقال: (لا يزني الزّاني حين يزني
وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا يسرق السّارق حين يسرق وهو
مؤمن، ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع النّاس إليه أبصارهم فيها حين ينتهبها وهو
مؤمن)([787])
ولا يقتصر ضرر الفواحش على ذلك
فقط، بل إنها تخرب المجتمع، وتدمر كل أواصر علاقاته، وتصرفه عما تقتضيه الهمة
العلية من شؤون الدين والدنيا، كما أشار إلى ذلك قوله a حين
نزلت آية الملاعنة: (أيّما امرأة أدخلت على قوم رجلا ليس منهم فليست من اللّه في
شيء، ولا يدخلها اللّه جنّته، وأيّما رجل جحد ولده وهو ينظر إليه احتجب اللّه عزّ
وجلّ منه، وفضحه على رؤوس الأوّلين والآخرين يوم القيامة)([788])
وقيل يا رسول اللّه: متى نترك
الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر؟ قال: (إذا ظهر فيكم ما ظهر في الأمم قبلكم)
قلنا: يا رسول اللّه، وما ظهر في الأمم قبلنا؟ قال: (الملك في صغاركم والفاحشة في
كباركم، والعلم في رذالتكم) ([789])
ولهذا قرن رسول الله a بينه وبين الشرك والقتل
والسرقة، فعن سلمة بن قيس قال: (إنّما هي أربع، فما أنا بأشحّ منّي عليهنّ يوم
سمعتهنّ من رسول اللّه a،
ألا لا تشركوا باللّه