نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 498
وقال: (إنّ للّه مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين
الجنّ والإنس والبهائم والهوامّ فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش
على ولدها. وأخّر الله تسعا وتسعين رحمة يرحم الله بها عباده يوم القيامة)([855])
وفي الحديث القدسي، قال تعالى: (يا
ابن آدم إنّك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو
بلغت ذنوبك عنان السّماء ثمّ استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنّك لو
أتيتني بقراب الأرض خطايا ثمّ لقيتني لا تشرك بي شيئا لقيتك بقرابها مغفرة)([856])
وفي حديث قدسي آخر فصل ذلك، فقال:
(من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها وأزيد، ومن جاء بالسّيّئة فجزاؤه سيّئة مثلها أو
أغفر، ومن تقرّب منّي شبرا تقرّبت منه ذراعا، ومن تقرّب منّي ذراعا تقرّبت منه
باعا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة، ومن لقيني بقراب الأرض([857])
خطيئة لا يشرك بي شيئا لقيته بمثلها مغفرة)([858])
واعلم ـ أيها
المريد الصادق ـ أن يأسك من رحمة الله ومغفرته أعظم من ذنبك،
ذلك أنك اتهمت الله في أعظم صفاته وأسمائه، فزعمت أنه ليس غفورا، ولا رحيما، مع أن
الله تعالى ذكر ذلك في أسمائه، بل إنه اعتبرها من الأسماء التي لها أوسع المجالات،
قال تعالى: ﴿فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ
وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ﴾ [الأنعام: 147]،
وقال: ﴿الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا
اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ