responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 541

الله للإسلام، وأكرمكم به، وقطع به عنكم أمر الجاهلية، واستنقذكم به من الكفر وألف بين قلوبكم) ([926])

فعرف القوم أنها نزغة من الشيطان، وكيد من عدوهم، فبكوا، وعانق الرجال من الأوس والخزرج بعضهم بعضاً، ثم انصرفوا مع رسول الله a سامعين مطيعين، قد أطفأ الله عنهم كيد عدو الله شاس بن قيس.

هل رأيت ـ أيها المريد الصادق ـ الفرق بين أولياء الله وأولياء الشيطان في هذه الحادثة؛ فأولياء الله يسعون في التأليف بين القلوب، وفي منع أي شيء يثير البغضاء والأحقاد والفتن، ولا يفرحون إلا إذا رأوا الناس يبتسم بعضهم لبعض، ويصافح بعضهم بعضا.

أما أولياء الشيطان، فهم الذين يستعملون كل الوسائل لقطع ما أمر الله أن يوصل، وهدم ما أمر الله أن يبنى، ولو كان ذلك عن طريق بناء المساجد، كما قال تعالى عن المسجد الذي بناه المنافقون والمشركون واليهود وكل أعداء الإسلام، لحرب الإسلام من داخله: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾ [التوبة: 107]

لا تحسب ـ أيها المريد الصادق ـ أن ذلك هو مسجد الضرار الوحيد، بل إن مساجد الضرار في هذا العصر وفي غيرها من العصور، أكثر من أن يعدها العاد.. فكل مسجد يصبح محلا للفتنة، لا للسلام.. ولتشتيت القلوب، لا لطمأنينتها.. ولتفريق الأمة، لا لتوحيدها هو مسجد ضرار، وضرره أكثر من نفعه.إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاعلم أن السبب الأكبر في تخلف الأمة، وما حصل فيها من الفتن والإرهاب والعنف ليس له سبب سوى ذلك التنازع والتفرق الذي


[926] سيرة ابن هشام (1/ 556)

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 541
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست