تجدها في كتاب ربك، ولا في سنة نبيك a، ولا في هدي ورثته الراشدين الذين أمر بالاستنان بسننهم.. فإن ذلك بدعة حادثة.

وقد ورد في الحديث عن رسول الله a أنه قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ([1064]))([1065])

وفي حديث آخر عن العرباض بن سارية قال: صلّى بنا رسول الله a ذات يوم، فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله، كأنّ هذه موعظة مودّع فما ذا تعهد إلينا؟، فقال: (أوصيكم بتقوى الله والسّمع والطّاعة وإن عبدا حبشيّا فإنّه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء المهديّين، الرّاشدين، تمسّكوا بها وعضّوا عليها بالنّواجذ، وإيّاكم ومحدثات الأمور، فإنّ كلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة)([1066])

وأخبر عن عظم العقوبة التي يجدها المبتدعون في الدين، وأولها خروجهم من التبعية لنبيهم a في الدنيا، وطردهم من حوضه في الآخرة، فقد قال a مخاطبا أصحابه وأمته: (أنا فرطكم على الحوض، وليرفعنّ رجال منكم ثمّ ليختلجنّ دوني، فأقول: يا ربّ، أصحابي، فيقال: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك)([1067])

وأخبر رسول الله a عن تلذذ المبتدعين ببدعهم وأهوائهم، وإعجابهم بها، للدرجة التي تحول بينهم وبين التوبة، فقال: (إنّ الله احتجز التّوبة عن صاحب كلّ بدعة)([1068])

[1064] فهو رد: أي غير مقبول و لا جزاء عليه إلا العقاب.

[1065] البخاري الفتح 5( 2697) و اللفظ له. و مسلم( 1718)

[1066] أبو داود( 4607) و اللفظ له و الترمذي( 2676) و قال: حسن صحيح.

[1067] البخاري [فتح الباري]، 11( 6576) و اللفظ له و مسلم( 2297)

[1068] رواه ابن أبي عاصم في السنة رقم( 37)