قال:
المستثمر الصالح يخرج كل ما فضل على حاجته من ماله في مصلحة المسلمين، ولا يخرج
ربع العشر فقط.
قلت:
كيف؟
قال:
سأضرب لك مثالا على ذلك .. أجبني: هل يمكن أن يمتلك الغني مالا يكفي مائة شخص من
الناس؟
قلت:
بل من الأغنياء من له من المال ما يكفي مائة مليون من الناس.
قال:
فلو أن هذا الغني، ومثله من الأغنياء خبأوا أموالهم وكنزوها ولم يتجروا فيها، ولم
يؤسسوا بها المعامل والمصانع، ولم يضربوا بها في الأرض، واكتفوا بطقطقة المسابح،
وإخراج ربع العشر كل حول، أيكفي ذلك الناس؟
قلت:
سيموت الناس حينها جوعا، قويهم وضعيفهم، بل إن الأغنياء أنفسهم قد لا تنفعهم
أموالهم.
قال:
فقوله تعالى:﴿ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا
يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ (التوبة: 34) لا يعني فقط عدم إنفاقها
في الزكاة والصدقات، وإنما يعني أيضا، عدم الاتجار فيها واستثمارها، وهو ما عبرت
عنه صيغة الكنز في القرآن الكريم.
قلت:
أنت تفسر الإنفاق هنا بالاستثمار.
قال:
الاستثمار نوع من أنواع الإنفاق، وهو إن وافق محله لا يختلف عن إنفاق