فلذلك يذكرهم بقدرته التي لا تحد، قال تعالى:﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ
وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ
مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ (الزمر:67)
بل يقسم الله تعالى على قدرته التي لا تحد، ليؤكد هذا
المعنى في الضمير المؤمن، قال تعالى:﴿ فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ
وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ((المعارج:40)
***
سرت مع معلم السلام في أرجاء هذا القسم، فرأيت بابا قد كتب
عليه (باب معاينة مظاهر القدرة)
قلت للمعلم: هيا بنا ندخل إلى هذه القاعة ففيها معاينة
مظاهر القدرة.
قال: أخاف أن لا تخرج منها.
قلت: لم؟
قال: كثير ممن دخل هذه القاعة وعاين بعض مظاهر قدرة الله
لم يطق فراقها، فلم يخرج منها منذ دخلها.
قلت: لا تخف ـ يا معلم ـ فقد أخبرتك أني لا أسكن إلا لغاية
الغايات وقدس الأقداس.
قال: فادخل، ولا تطل المكث، فالأقسام الأخرى في انتظارنا.
دخلت القاعة، وهي كقاعات السنما إلا بفارق بسيط هو أن
السينما تنقل الصور إلى العيون، أما هذه القاعة، فتنقل العيون إلى الصور، كانت
صورا كثيرة مزدحمة تملتئ بها القلوب والعقول.
أما الحضور.. فقد كانت أفواههم مشدوهة لعظم ما يرون.. وقد
غابوا عن كل الآلام التي لا تخفيها الإعاقات التي تنم بها جوارحهم.