قلت للمعلم: فسنبحث في هذا الباب إذن مسألة القدر.
قال: لا.. ليس بتفاصيلها.. فلذلك رحلة خاصة ودرس خاص نعرفه عندما نبحث في (أسرار الأقدار)
قلت: والآن.. وفي هذه القاعة؟
قال: سنعرف عدم التعارض بين الدعاء والقدر.
قلت: فما أول علاج نستفيده لعلاج هذا الوهم؟
قال: أول ما نستضيء به لدفع هذا الوهم هو التسليم لله واعتقاد عجزنا عن فهم حقائق الكون.
قلت: لا أرى الوهم يزال إلا بالعلم، فكيف تدلنا على التسليم الذي يبقي الجهل راسبا في محله؟
قال: ألستم تستفيدون من الكهرباء؟
قلت: لو انقطعت الكهرباء على البشرية يوما واحدا لأصبحت الأرض غير الأرض.
قال: فكم من الخلق يعرفون أسرارها؟
قلت: أفراد معدودون اختصوا في هذا الجانب.. ومع ذلك.. فإنهم كل يوم يكتشفون أشياء جديدة، ويصححون معلومات كانت خاطئة.
قال: فإذا سلمتم لهؤلاء، فلم لا تسلمون لله الذي خلق كل شيء وقدر كل شيء.
قلت: ما نسلم؟
قال: ما يتوهمه الغافلون تناقضا.
قلت: كيف ذلك؟
قال: الله تعالى أخبرنا بأنه قدر مقادير كل شيء، ودعانا في نفس الوقت أن ندعوه، ووعدنا بإجابة دعواتنا.