responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابتسامة الأنين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 247

ما يشعر الضعيف بالقوة والذليل بالعزة والمريض بالشفاء، لأن الله تعالى لا يغفل عن حاله، فهو لا تأخذه سنة ولا نوم، وهو تعالى الذي حفظ السماوات والأرض ولم يؤده حفظهما لن يعجزه من شيء في الأرض ولا في السماء، ثم تنفي عن الاتصال بالله كل الوسائط والشفعاء الذين كانوا في جميع الديانات الحجب بين الله وعباده، ولذلك لن يحتاج المستغرق في هذه الآية إلى السعي للبحث عن أي وسيط لأن الله تعالى أقرب إليه من الوسيط.

قلت: ما شاء الله.. أظن هذا وحده يكفي علاجا لكل داء.

صاح أحد المرضى: والجن.. والعفاريت.. والشياطين.. أليس لهم تأثير؟

قال الراقي: الجن والشياطين أضعف شأنا من أن يتسلطوا على حياة الناس ويوجهوها حيث شاءوا، فليس لهم أي سلطان على الإنسان، وليس لهم إلا بعض الطاقات المحدودة بحدود طبيعتهم وجبلتهم، فلكل شيء في الكون طبيعته وطاقاته الخاصة به.

ولهذا ورد في أكثر آيات القرآن الكريم الإخبار عن عجز الجن وعدم تسلطهم على بني آدم إلا لمن تعرض لهم،كما أن الطاقة الكهربائية لا سلطان لها إلا على من مد يده إليها.

ويبرز ذلك واضحا فيما يسمى بخطبة الشيطان التي يلقيها على أهل النار يوم القيامة لينفي عن نفسه اللوم ويبين علاقته بالبشر والسلطات الوحيدة التي مكن منها، قال تعالى:﴿ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ (ابراهيم:22)

فالشيطان يتجلى في هذه الآية بمظهره الحقيقي مظهر الضعيف العاجز الذي نفخ فيه البشر وألبسوه من ثياب العظمة والكبرياء ووهبوه من أسباب التسلط ما يزاحم به الألوهية.

صحت: ما سبب هذه النظرة التي جعلت للشيطان كل تلك السلطات؟

قال: التصور الوثني..

نام کتاب : ابتسامة الأنين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 247
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست