تخافها، قال a: (الرؤيا من الله والحلم من
الشيطان فإذا رأى أحدكم شيئا يكرهه فلينفث حين يستيقظ ثلاث مرات ويتعوذ من شرها
فإنها لا تضره)[1] قال أبو سلمة أحد رواة
الحديث يبين أثر هذا الحديث في نفسه: (وإن كنت لأرى الرؤيا أثقل علي من الجبل فما
هو إلا أن سمعت هذا الحديث فما أباليها)
وورد في حديث آخر، قوله a: ( إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها
فإنما هي من الله، فليحمد الله عليها، وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره
فإنما هي من الشيطان، فليستعذ من شرها، ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره)[2]
قلت: فلم نهاه عن ذكرها؟
قال: لما يحدثه ذكرها في نفسه من خوف، فيكفي التجاؤه إلى الله
في حمايته من شرها، بخلاف التحديث بالرؤيا الصالحة فإن لها من التأثير المعنوي ما
يدعو إلى روايتها.
بينما نحن كذلك إذ رأيت
أقواما مجتمعين، كل منهم يلقن أخاه شيئا، فسألت المعلم عنهم، فقال: هؤلاء يذكر
بعضهم لبعض أنواع الملاجئ التي تعلموها من رسول الله a، ورأوا تأثيرها في حياتهم.
اقتربت من بعضهم، فسمعته
يقول لأخيه: لقد حرصت على كثرة الاستعاذة بـ: (أعوذُ بكلماتِ اللهِ التامَّاتِ مِن
شرِّ ما خَلق) فوجدتها ـ مع قلة ألفاظها ـ واقية من كل سوء.
قال صاحبه: أما أنا.. فإني
ـ كما تعلم ـ امرؤ لا تمتلئ نفسي بغير التفاصيل.. ليزيل كل ما أذكره وهما من
الأوهام وسببا من أسباب الخوف.
قلت: فما تقول؟
قال: أقول إذا امتلأت نفسي بالمخاوف من الشياطين والعيون: (أعوذ
بكلمات الله