بلاحول ولا قوة إلا بالله، حسبى الله ونعم الوكيل، حسبى
الرب من العباد، حسبى الخالق من المخلوق، حسبى الرازق من المرزوق، حسبى الذى هو
حسبى، حسبى الذى بيده ملكوت كل شىء، وهو يجير ولا يجار عليه، حسبى الله وكفى، سمع
الله لمن دعا، ليس وراء الله مرمى، حسبى الله لا إله إلا هو، عليه توكلت، وهو رب
العرش العظيم)
تركناهم يلقن بعضهم بعضا، وانصرفت إلى محل آخر، فوجدت شيخا
وقورا قد اجتمع عليه نفر من الناس يسألونه، فلما اقتربنا منه سمعته يقول: كما نهتم
بتلقيح أنفسنا خوفا من كل داء طارق، أو عدو مهاجم، فينبغي تلقيحها كذلك، بل من باب
أولى، بهذه الاستعاذات، فأعداؤها متيقنون، وهم أكثر خطرا من كل طاعون أو وباء.
قال أحدهم: إن قومنا قد
وضعوا لنا مواقيت نلقح فيها أنفسنا من طوارق الجراثيم والفيروسات والأوبئة.
قال: وقد رتب لنا رسول الله
a من المواقيت ما نلقح به
أنفسنا من كل طوارق السوء.. لأن الأعداء يتربصون بالإنسان في كل وقت، ولذلك وجب
أخذ الحذر، وعدم إتاحة الفرصة.
قالوا: فما نحفظ به أنفسنا
من طوارق النوم، فلا نرى إلا أنه فرصة للشياطين والهوام وجميع أنواع الشرور؟
قال: لقد كان a إذا أراد النوم يجمع كفَّيْهِ، ثم
ينفُث فيهما، ويقرأ فيهما سورة الإخلاص والفلق والناس، ثم يمسح بهما ما استطاع من
جسده، يبدأُ بهما على رأسه، ووجهه، وما أقبلَ مِنْ جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات.
وكأنه a يمسح بترياق هذه السور جميع الآفات
التي قد تخترق حصن الإنسان، أو يجعل منها تعويذة لمنع الشياطين من التسرب لأي محل
من هذا الجسم.
وكان a يقول إذا أوى إلى فراشه: (اللهم رب
السماوات والأرض، ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، منزل
التوراة والإنجيل، والفرقان، أعوذ بك