قال: وهل نسوا أن النبي a أمر بعرضها عليه ليقرها، فلمن
يعرضوها حتى تعتبر رقية؟
قلت: يعرضوها على قواعد
الدين وأصوله، أو يقيسوها على ما ورد في النصوص من الرقى.
قال: لو كان الأمر خاضعا
للقياس لبين العلة، وتركهم يقيسون دون أن يطلب منهم عرض آحاد القضايا عليه.
ولكن الرقية شيء مختلف..
إنها دواء، هي مثل أي اختراع لدواء، فإنه يحتاج إلى عرضه على هيئات مختصة لترى مدى
فاعليته، وبما أن تأثير الرقية غيبي، فيحتاج فيها إلى معصوم له علاقة بهذا العالم،
وليس ذلك إلا رسول الله a.
قلت: فأورد لي كيفية
الرقية من خلال النصوص.
قال: بما أن مجالات الرقية
محددة بما سبق بيانه، فسأورد لك النصوص الدالة على تلك الكيفيات التي لا يحل
تجاوزها، وأورد معها ـ من باب النصيحة للأمة ـ بعض الأخطاء في هذا المجال، ولولا
أن المصيبة بها عامة، لما اشتغلت بذكرها والتنبيه عليها.
قلت: فلنبدأ بالعين.
قال: لقد رأينا أنواع الرقى
والاستعاذات المرتبطة بها.
قلت: فلم تبق إلا الأمراض
السمية.. فما هي؟.. وما كيفية الرقية فيها؟
قال: الأمراض السمية هي
الأمراض التي وردت النصوص بجواز الرقية فيها، ولعله يدخل فيها كل الأمراض التي
تسببها الجراثيم وغيرها، باعتبارها من أنواع التسممات.