لست أدري كيف خرجت من مستشفى السلام، ولا كيف التقيت بمعلمي
معلم السلام.. فقد رأيت نفسي فجأة في بيتي وعلى فراشي الذي كنت أتكئ عليه، والذي
لم يتحرك طرف منه طيلة فترة غيابي.
قال لي معلم السلام، وهو يبتسم: أتدري ما أصل هذا المستشفى الذي
رحلنا إليه في هذا الدرس من دروس السلام؟
قلت: لا.. وكم أود أن أعرف؟.. ولكني أخشى أن يكون سؤالي فضولا.
قال: أصل هذا المستشفى مؤسس على نفحة من نفحات الإيمان.. خرجت
مع قول الخليل u ﴿
وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾ (الشعراء:80).. فسارعت بذرة لزهرة
جميلة، فتعلقت بها، فعبق من عطر نفحة الإيمان، وبذرة الزهرة هذا المستشفى.
قلت: أزهرة هذا المستشفى الذي كنا فيه لم تبن كما يبنى البنيان؟
قال: لا.. عوالم السلام لا تعرف الخراسانات المسلحة التي
تعرفونها.
قلت: ولكنها آية في الحسن والجمال.
قال: إن أقل زهرة في الكون، بل أقل شيء في الكون يفوق كل ما
تعبدونه من عمران.
قلت: من سقى تلك الزهرة حتى نمت هذا النمو العجيب؟
قال: تلك الابتسامات العذبة التي ترسلها أفواه أنات الصالحين.
قلت: فمن عمرها بالأطباء والعلماء والخبراء؟
قال: أريجها العطر هو بطاقة الدعوة التي يرسلها لهم.