responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابتسامة الأنين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 37

قلت: فكيف كان حال الصالحين مع الرضا؟

قال: كل الصالحين متفقون على أن الرضا عن الله نعمة، ولكنه لا يجدها إلا من ذاقها، فلذلك ينقلون للخلق من باب التشويق أذواقهم في ذلك، وقد ورد في الأثر في أخبار موسى u أن ن بني إسرائيل قالوا له: سل لنا ربك أمراً إذا نحن فعلناه يرضى به عنا، فقال موسى u: (إلهي قد سمعت ما قالوا)، فقال: (يا موسى قل لهم يرضون عني حتى أرضى عنهم)

ويروى عن بعض العباد أنه قال: إني أذنبت ذنباً عظيماً، فأنا أبكي عليه منذ ستين سنة ـ وكان قد اجتهد في العبادة لأجل التوبة من الذنب ـ فقيل له: وما هو؟ قال: (قلت مرة لشيء كان، ليته لم يكن)

وقال ابن مسعود: (الفقر والغنى مطيتان ما أبالي أيهما ركبت إن كان الفقر فإن فيه الصبر وإن كان الغنى فإن فيه البذل)

قلت: فكيف ذاق العارفون من هذه المشارب الطاهرة؟

قال: لا يهم العارف كل ما يصيبه ما دام له فيه حظ من العبودية، كما قال a: (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر وكان خير له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له)[1]

وفي قوله a: (وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن) دليل على أن الخيرية والتي تعني الرضا والسرور لا ينالها إلا من تحقق بحقيقة الإيمان.

ولهذا، فإن الصالحين لا يهمهم شيء مما قد يصيب وجودهم في الدنيا بقدر ما تهمهم علاقتهم بربهم، وقد حدث بعضهم، فقال: سمعت عابدا من أهل البحرين يقول في جوف الليل، ونحن على بعض السواحل: (قرة عيني، وسرور قلبي، ما الذي أسقطني من عينك


[1] أحمد ومسلم عن صهيب.

نام کتاب : ابتسامة الأنين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست