قال: ولكنها في حقيقتها تفسر سنة الله في تمحيص عباده
ليبرز كل شخص ما في صدره من تسليم أو اعتراض، أو عبودية أو ربوبية، كما قال تعالى:﴿ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا
فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ
الصُّدُورِ﴾ (آل عمران:154)
فالقلب كالمجتمع كلاهما يحتاج إلى أنواع البلاء والمحن
والفتن التي تميز الطيب عن الخبيث، والطاهر من النجس.
سمعت صوتا كأني أعرفه، قلت: ما هذا الصوت يا معلم؟
قال: هذا صوت سيد.
قلت: أهو طبيب من أطباء هذا المستشفى؟
قال: كل الأولياء أطباء بهذا المستشفى.
قلت: فما الذي جعله يتكلم الآن؟
قال: سمع قراءتنا للآية، فأراد أن يتحدث عنها، فأصخ سمعك
إليه.
قال سيد: التمحيص درجة بعد الفرز والتمييز.. التمحيص عملية
تتم في داخل النفس، وفي مكنون الضمير.. إنها عملية كشف لمكنونات الشخصية، وتسليط
الضوء على هذه المكنونات، تمهيدا لإخراج الدخل والدغل والأوشاب، وتركها نقية واضحة
مستقرة على الحق، بلا غبش ولا ضباب.
قلت: فما الحاجة إليه؟
قال: كثيرا ما يجهل الإنسان نفسه، ومخابئها ودروبها
ومنحنياتها. وكثيرا ما يجهل حقيقة