نقصد أمراضا ترتبط
بذلك العضو الصنويري الذي يجثم على يسار صدورنا.
قلت: القلب الحسي..
ما الذي أصابه؟.. فلا أعلم إلا أنه أكبر مضخة لأعقد شبكة.. وهو من الدقة في الصنع
ما يجعله أطول المضخات عمرا.
قال: هذا صحيح.. هو
من نعم الله العظمى على عباده.. ولكن تقصيرنا في حفظه والتعامل معه جرنا إلى متاعب
كثيرة.. ولم يجرنا وحدنا.. ألا تعلم أن أمراض القلب من الأسباب الرئيسية للوفاة في
العالم المتقدم؟.. وقد كان يظن بأن مرض القلب ذكوري أساساً، ولكنه الآن هو القاتل
الأول للنساء كما هو للرجال.. وقد قالت منظمة الصحة العالمية أن 25 بالمئة من
الوفيات التي تحدث سنوياً في المجتمع الغربي، والتي تطال 11 مليون شخص، تعزى
أساساً إلى مرض القلب.
قلت: فما سر كل هذه
الأعداد الهائلة من المرضى؟
قال: أكثر هذه
الحالات تعود إلى أنماط المعيشة التي يختارونها، والتي يشكل الغذاء جزءا رئيسيا
فيها.. بل قد وردت الأدلة الكثيرة تؤكد إمكانية الحيلولة دون مشاكل القلب.. ومن
أهمها إجراء تعديلات في عادات الأكل لتتناسب مع صحته.
قلت: هذا خبر سار..
ففسر لي بعض ذلك ليطمئن قلبي.
قال: لتعرف ذلك لا
بد أن تعرف ما هية القلب.. فهو مضخة عضلية، بحجم القبضة تقريباً، وهو موجود في وسط
الصدر بين الرئتين، وتقضي مهمته بضخ الدم حول الجسم بحيث يمكن نقل المواد الأساسية
مثل الأوكسيجين والمواد المغذية إلى كل جزء منه.. وينتقل الدم إلى الأعضاء عبر
أوعية اسمها الشرايين ويعود إلى القلب في أوعية اسمها الأوردة.
قلت: أعرف كل هذا..
وأعرف أن هذه الأوعية الناقلة هي أعقد شبكات العالم.. ولكني أسأل عن علاقة أمراض
القب بالغذاء.
قال: سيأتيك الخبر،
فلا تستعجل.. فالأمور تعرف من أبوابها.