قال: المنافسة تكون
في مدائن الصراع، لا في مدائن السلام.. ثم لماذا ينافسونه؟ وعلى ماذا ينافسونه؟
قلت: على الحظوظ
التي ينالها المدراء.
قال: لم يصر مديرا
إلا بعد أن تخلى عن كل الحظوظ، فمن طلب الحظوظ وكل إليها وشغل بها.
قلت: أيمكن أن نتحدث
معه؟
قال: أجل..
قلت: بدون أن نقدم
لذلك طلبا.
قال: ولماذا تقدم
الطلب؟.. إن وظيفته أن يستجيب، فلم يتول هذه المسؤولية إلا ليستجيب لمن يحتاجه.
قلت: فأين أجده؟ فقد
سار مع الرجل.
قال: ستجده في هذا
القسم.. وفي كل محل تذهب إليه.
قلت: ولم؟.. ألا
يهتم بغير هذا القسم؟
قال: لا.. هو يهتم
بالأقسام جميعا.. ولكن لهذا القسم خصوصية تختلف عن سائر الأقسام، فلذلك تراه يعطيه
كل جهده.
قلت: وما خصوصية هذا
القسم؟
قال: هذا القسم هو
القسم الذي يتم فيه البحث عن أدوية الأرض، وأدوية الأرض كثيرة بكثرة العلل، وهي
متجددة بتجددها، فلذلك لا ينام أهل هذا القسم أبدا.. بل هم في بحث مستمر.. بل إن
لهم مراسلين إلى جميع أنحاء العالم يخبرونهم عن كل جديد ليروا مدى موافقته لقوانين
أهل السلام، ليتخذوه علاجا، أو ليرفضوه.