قلت: ما بالك لا
تذكر الكورتزون وهورمون الأدرينوكورتكوتروفك[1] (ACTH)..
وكلاهما من الهرمونات الطبيعية.. فالأول هورمون طبيعي تفرزه الغدة الكظرية،
والثاني هورمون طبيعي أيضاً تفرزه الغدة النخامية.. ويعطى كلاهما زيادة نسبة
الكورتزون في الجسم.
قال: أجل.. لقد تم
التصفيق لهذين العقارين على أساس أنهما الدواء الشافي من الروماتزم والتهاب
المفاصل.. ولكنهما في الحقيقة ليسا علاجاً شافيا، فهما لا يؤثران في العلاج، بل
أنهما يحجزان ما يسبب المرض عن المريض.
قلت: لا حرج في أن
ينعم المريض ببعض الراحة.. وهل الحياة إلا أيام وساعات!؟
قال: ذلك التأثير لا
يدوم إلا فترة قصيرة، يشعر المريض حينها بالراحة وزوال الآلام بالإضافة إلى ما
يستتبعها من الكآبة، ثم تحصل الانّتكاسة بعد مدة قصيرة.. وقد تكون بالساعات ليعود
المريض إلى أسوأ مما كان عليه.
قالوا: فما الآثار
الجانبية لهذه العقاقير؟
قال: من الآثار
الجانبية لهذين العقارين زيادة إمكانية التعرض لشلل الأطفال.. ويعتقد بعض الأطباء
أنه إذا ما استعملت بشكل غير دقيق، فإنها من الممكن أن تسبب ضعف عظام المريض، بسبب
تقليل الأملاح منها مما يؤدي إلى الكسور.. وقد سجلت حالات تأثر كبير لفقرات العمود
الفقري بعد الاستعمال الطويل للكورتيزون، وكل ذلك بسبب نقص حاد في الكالسيوم
والفسفور والنتروجين، بسبب الكورتيزون كما يعتقد الأطباء.
بل إن المجلات
الطبية تحذر من أخطار الكورتيزون فتقول بعضها بأنه يشل دفاعات الجسم الطبيعية ضد
العدوى، وأنه قد يسبب أعرضاً مضرة في حالات السل وانفصام الشخصية والسكري وقرحة
المعدة.. كما أنه، وربما كان أسوأ من الجميع، يغطي تقدم المرض