قال الأول: لقد
لاقوا من فتك الأدوية الصناعية ما جعلهم لا يرتدون القهقرى.
قال الثاني: كيف فكر
هذا المستشفى في إرسالهم؟
قال الأول: لقد
سمعوا قوله a:(اطلبوا العلم، ولو بالصين، فإن طلب العلم فريضة على
كل مسلم)[1]
قال الثاني: ولكن الحديث
ضعيف.. وعهدي بهم ينفرون من الضعيف.
قال الأول: لقد
سمعوا معه قوله تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ
وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ﴾ (الحجرات:13)
تقدمت منهما، وقلت:
فما فهموا منها؟
قال الأول: إن قومك
جلسوا على عرش العالم، فألغو بجلوسهم التاريخ والعالم.
قلت: لم أفهم.
قال:إن قومك ألغوا
حضارات العالم، وخبراتهم الطبية وقدراتهم العلاجية، مع أن القرآن الكريم يطلب
التعارف وتبادل الخبرات، واحترام كل طرف للطرف الآخر.
قلت: فهل ترى من حل
لقومي؟
قال: أجل.. حلول
كثيرة.
قلت: فما أولها؟
قال: أن يخرج
الأطباء والمرضى من قوقعة المستشفيات ودخان المعامل، ويطلقوا حرية الفئران
البيضاء، ليتجولوا بين البدو في الفيافي وقمم الجبال، ويبحثوا عند الهنود
والصينيين عن بدائل الدواء.
قلت: وهل يوجد ذلك،
أو هل يمكن ذلك!؟.. وهبهم ذهبوا.
[1] العقيلي وابن عدي والبيهقي
في شعب الإيمان وابن عبد البر في العلم.