ضحكت، وقلت: وهل معدتك في قدمك؟.. ألست من بني آدم؟.. إن بني آدم يحملون معدهم في بطونهم، لا في أقدامهم.
قال: أنا منهم، ومثلهم.. معدتي لا تزال في بطني.
قلت: ولكن.. لم تهت عنها، فرحت تبحث عنها في قدمك.. هل تراك أحول؟
قال: لا.. أنا أبصر بكلا عيني جيدا.
قلت: فلم ذهبت إلى قدميك بدل معدتك؟
قال: ذهبت إلى المركز الصحي لمعدتي.
قلت: وهل لمعدتك مركز صحي؟.. وأين؟
قال: لمعدتي، ولكل أعضائي وأجهزتي مراكز صحية.. أترى أن الله خلق لنا كل شيء.. ولم يخلق لأجسامنا مراكز صحية ترمم فيها.
قلت: هذه فكرة طيبة.. ولكن أين هذه المراكز؟
قال: في القدمين..
قلت: في القدمين كل مراكز صحة الإنسان.
قال: أجل..
قلت: لا تمزح معي.. فإني طالب علم.. وأخاف أن أنخدع بتصديقك.. فتكون لك أوزار جهلي.
قال: لا.. لست كاذبا ولا مخادعا.. ولكني طالب حق مثلك.. وقد آلمني أنين المرضى، فقطعت الجبال السبعة لأبحث لهم عن أسرار الشفاء.
قلت: ألم تجدها إلا في القدمين؟
قال: هذا ما اهتممت له ويسره الله لي، ألم تعلم أن الله ﴿ أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى﴾ (طـه:50)