لا تذهب بك الظنون
بعيدا.. فتظن أننا نؤول القرآن الكريم، أو نحرف معانيه.
أردت أن أناقشه كما
تعودت مناقشة من قبله، فوجدت لساني كنائم استحلى نومه، فأبى علي.. وقد وجدت
لاحتباسه لذة لا تعدلها لذة انطلاقه.. فنظرت إليه، وكلمته بعيوني، فلم يستغرب
صمتي، بل قال: هذه الآية الكريمة يخبر الله تعالى فيها عن فضله على عباده المؤمنين
في الجنة باستئصال ما في صدورهم من الغل.
قلت في نفسي: ولكن
هذه الآية تتحدث عن نعيم الجنة.
أجابني: ألسنا نرى
كثيرا مما في الجنة قد أنزل الله تباشيره إلى الدنيا؟.. أليس الرمان من الجنة؟..
أليس النسيم العليل الذي يهب بالعافية من الجنة؟..
قلت في نفسي: ولكن
الجنة تظل جنة.
قال: ونحن لا نريد
من الجنة أن تهبط للدنيا.
قلت في نفسي: فما
تريدون؟
قال: نحن نريد أن
نرقى بحياتنا لتعيش في الجنة.. وإذا ماتت تصير إلى الجنة.
صمت، فصمت، ثم سار
من غير أن يعرفني بنفسه.
سرت في أرجاء
القاعة، فرأيت رجلا عليه لباس الأطباء يحمل في يده كيسا، فخطر على بالي أن أسأله
عنه، فالتفت إلي قائلا: لقد بذلت كل جهدي.. فخلصت بعض إخواني من أهل الله من ورم
حل بجسمه.
تساءلت بيني وبين
نفسي عن نوعه، فقال: لا تخف.. هو ورم الطيب.. فقد قضى أهل الله من إخوان السلام
على جميع الأورام الخبيثة.
العمليات الترقيعية
سرت إلى القسم
الثاني، فرأيت مكتوبا على بابه هذان البيتان من الشعر: