قال الأول: لقد روى
أن قتادة بن النعمان أصيبت عينه يوم أحد حتى سالت على خده، فردها رسول الله a مكانها، فكانت أحسن عينيه وأحدهما، وكانت لا ترمد إذا رمدت
الاخرى.
وروي عن قتادة بن
النعمان قال: أصيبت عيناى يوم أحد فسقطتا على وجنتي، فأتيت بهما رسول الله a فأعادهما مكانهما وبصق فيهما، فعادتا تبرقان.
قال الثاني: نعم ما
ذكرت.. ونعم ما استدللت به.. لقد أعاد رسول الله a العين المصابة إلى مكانها..
قال الأول: إنها
عملية ترقيعية ناجحة.. وهي تحمل تباشير الإذن لمثل هذه العمليات.
قلت في نفسي: لست
أدري ما هي الأصول التي يعتمدها هؤلاء.
التفتا إلي
مستغربان، قال الأول: الأصول هي الأصول.. والعلم هو العلم.
قال الثاني: نحن قوم
ملئنا ببركات رسول الله a.. فنحن لا نسمعه قال
قولا.. أو دعا إلى هدي إلا عملنا ما فيه من آثار البركات.
قال الأول: فإن لم
نره قال شيئا في مسألة امتلأنا رهبة منها.
قلت في نفسي: إن ما
رويته من الحديثين متعارضان.
قال الأول: صحيح أن
الحديثين يختلفان، ولكنهم يتفقان.
قلت في نفسي: كيف
ذلك.. وما هذا التناقض؟
قال الأول: الحديثان
متفقان على أن رسول الله a أعاد العين لصاحبها..
ولا يختلفان إلا في عدد العيون التي أعادها.. ولا حرج في ذلك الاختلاف.. ولو أن
بعضهم يرجح الأول.