responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدوية من الأرض نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 314

سرت قليلا، فرأيت رجلا يحمل عزيمة عظيمة، وهو يسير باحثا عن مسؤول القسم، فبدا لي أن أتبعه، اقتربت منه، ووددت لو يخبرني بشأنه وشأن العزيمة التي يحملها، فما اقتربت منه حتى قال لي من غير أن أسأله: أنا رجل مؤمن آتاني الله ـ بفضله وكرمه ـ العافية في بدني، ولم آت هذا المستشفى للعلاج.. ولكني جئت أبذل العافية لمن يحتاجها.

تساءلت في نفسي متعجبا، فقال: لا تتعجب.. لقد كنت قرأت عن الإيثار، وعن قول الصحابة المنتجبين لرسول الله a:(فداك أبي وأمي)، فلاح لي خاطر عجيب..

قلت في نفسي: فما لاح لك؟

قال: جئت إلى هذا المستشفى لأتبرع بجميع أعضائي لجميع من يحتاج إليها.. فلي كلية سليمة، ولي كبد نقية، ولي قلب نشيط.. كل أعضائي سليمة بحمد الله.. وقد جئت لأسلمها لمن يحتاج إليها من المرضى لعلي أدخل في زمر المؤثرين.. فإن كنت تحتاج شيئا من هذا، فهلم معي لمسؤول القسم، لأسلمك إياه طيبة بذلك نفسي.

قلت في نفسي: ما شاء الله.. لقد بززت كل المؤثرين.. ولكن لم لم تبدأ بالأدنى، فالأدنى من الإيثار؟

قال: لقد فعلت.. لقد آثرت ببيتي عائة مسكينة لا مأوى لها، وآثرت بمالي فقيرا لا طعام له.. وآثرت..

انضم إلينا المسؤول عن القاعة فجأة، وقال مخاطبا الرجل: أأنت الذي جئت تريد أن تهب أعضاءك لمن يحتاج إليها؟

قال: أجل.. فقد طابت نفسي بذلك.. وأرجو أن لا تحرموني من هذا الثواب العظيم، فتصير أعضائي في أجساد المؤمنين الذي امتلأ قلبي محبة لهم.

قال المسؤول: ولكن الإنسان لا يهب إلا ما يملك، ولا يؤثر إلا بما يستحوذ.

قال: ولذلك لم آتك إلا بنفسي.

نام کتاب : أدوية من الأرض نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 314
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست