أعضاءه لغيره.. وهي
وسيلته لأداء الامتحان يكون قد فر من الامتحان، واستعمل الإيثار بدلا لذلك.
فكر الرجل قليلا، ثم
قال: صدقت في هذا.. ولا أحسب إلا أن الشيطان جاءني من هذا الباب.
قال المسؤول: لا..
ليس هذا خاطرا شيطانيا.. بل هو خاطر إيماني.
قال: ولكنه خاطئ،
ومخالف للشرع.
قال المسؤول: وهو
دليل على نفس طيبة.. إنك تشبه أولئك الذي قال الله تعالى فيهم: ﴿ وَلا
عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا
أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً
أَلّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ ﴾ (التوبة:92)، فهؤلاء قوم مؤمنون عز عليهم
أن لا يجاهدوا.. فلم يدعهم ذلك للتثاقل إلى الأرض، بل إنهم جاءوا يسلمون أنفسهم
لله.. فاستحقوا كل هذا الثناء.
قال: بورك في حسن
ظنك بي.. ولكني أريد أن أقدم طلبا آخر.
قال المسؤول: تقدم
بطلبك، ونرجو أن ييسر الله لنا تحقيقه.
قال: لقد ذكرت بأني
لا أطيق أن أقدم نفسي جميعا.. فهل يمكنني أن أقدم بعض نفسي؟
قال المسؤول: ما
تقصد؟
قال: أقدم بعض جسمي
ليحل في جسم مؤمن.
قال المسؤول: أما من
هذه الناحية، فيمكنك ذلك بشرط أن لا يضر ذلك بك.
قال: فما الذي
يمكنني تقديمه مما لا يضرني؟
قال المسؤول: يمكنك
أن تقدم بعض دمك، فهو جزء منك، والتبرع به من أعظم أعمال الخير.
قال: لقد ظللت طول
عمري أتبرع بدمي، وهو ما أكسبني بحمد الله ما تراه في من