قال: أن يكون مأمونا ثقة على الأرواح والأموال، ولا يصنع دواء قتالا
ولا يعلمه، ولا دواء يسقط الأجنة، يعالج عدوه بنية صادقة كما يعالج حبيبه.
قلت: هذه خصال عظيمة، وقد وردت في تعاليم الإسلام.
قال: وقد أضفنا إليها ـ نحن أطباء المسملين ـ آدابا أخرى، منها
القيام بالإسعاف نهارا وليلا على قد ر الإمكان تفريجا للكربة.
ومنها التلطف بالمريض والحلم في استجوابه وتفهيمه مراعاة لحالته
النفسية ووضعه الثقافي.
ومنها اللباقة في تعريف المريض بمرضه، ومحاولة تطمينه ورفع معنوياته،
وكتم الإنذار بالخطر عنه وإعلامه إلى ذويه الاقربين.
ومنها الدعاء للمريض وهو نوع من مواساة المريض بالكلمة الطية.
ومنها إحالة المريض إلى أخصائي أو عمل لجنة طبية استشارية إذا كان
الأمر يستدعي ذلك قياما بالأمانة والنصيحة المطلوبين شرعا.
ومنها أنه إذا التقى عده أطباء عند مريض، فليقدم أحدهم من هو أعلى
مرتبة في الطب إن علم وإذا تقاربوا في المرتبة فليتقدم أكبرهم سنا.
ومنها الابتعاد عن الغيبة، وخاصة غيبة الزملاء وتجريحهم، فالغيبة من
أخطر المحرمات الشرعية.
خواص
الأغذية
قلت: يا ابن سينا..
يا شيخ الأطباء، وأستاذ الأساتذة.. لقد عرفت اهتمامك واهتمام أطباء المسلمين
بالعلاج بالغذاء.. فما الأصول التي ترجعون إليها في ذلك؟
قال: لقد وجدنا
الناس يصنفون ما يمكن أكله إلى ثلاثة أقسام: أغذية وأدوية وسموم.. فما استطاع
الإنسان أن يتناول منه كمية كافية لسد جوعه فهو غذاء.. وما لا يمكن تناوله بكمية