يمكنهم استعادة
وظيفة أعضائهم بعد فترة من العلاج أو أن تبقيهم هذه الأعضاء الاصطناعية على قيد
الحياة إلى أن يوجد متبرع، وتصبح أعضاء الزرع متوفرة.
العمليات التجميلية
سرت إلى القاعة
الرابعة من قاعات مناسج الشفاء، وقد علق على بابها لافتتان، أما أولاهما فتحمل
قوله تعالى: ﴿ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِي
أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴾(الانفطار:7 ـ 8)، وأما الثانية فتحمل
قوله تعالى: ﴿ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ
اللَّهِ ﴾(النساء:119)
قلت في نفسي: عجبا..
كيف تقرن هاتان الآيتان في موضع واحد، مع أن أحدهما تحمل روائح المنة والفضل،
والأخرى روائح الإضلال والمكر..
ما استتمت هذا
الخاطر حتى جاءني رجل من أقصى القاعة يسعى، وهو يقول لي: لقد قف شعري مما توهمته
نفسك.. ألا ترى أن الكل كلام الله.. والكل هدي الله.. ومن رحمة الله أن أخبرنا بما
يخطط أعداؤنا ويهددونا به.
قلت في نفسي: ولكن
ما سر الجمع بينهما في هذ الموضع؟
قال: ذلك سهل بتأمل
بسيط.. فهاتان الآيتان هما القانون الذي يرجع إليه أطباء هذا القسم.
بقي الاستغراب في
نفسي، فقال: سر في هذا القسم، وسترى صنفان من الناس، أما الأول فقوم من الورعين
ابتلاهم الله ببعض ما يشوه خلقهم، فتورعوا من تغييره مخافة الوقوع فيما تذكره
الآية الثانية، فنحن نخاطبهم بالأولى.
وأما الثاني، فقوم
من المتساهلين أساءوا فهم الآية الأولى، فنحن نخاطبهم بالثانية.