قال الأول: لم يتخذ
الرجل أنف الذهب إلا بعد أن تغير له أنف الورق.
قال الثاني: بورك
فيك.. فقد أزلت ما في قلبي من حرج.
تركتهما، وانصرفت
إلى آخرين، لا يكادان يختلفان عنهما:
قال الأول: لا حرج
عليك يا أخي، فيما تريد أن تفعله، فليس هذا من تغيير خلق الله، فالله خلق لكل
الخلق خمس أصابع.. وما هذه الأصبع الزائدة إلا شيء يتنافى مع الخلقة الأصلية.
قال الثاني: ولكن
الله خلقها لي.. فهل أغير ما خلق الله؟
قال الأول: ليس هذا
من تغيير خلق الله، بل هذا بمثابة أي مرض يمرض به الإنسان، فيحتاج إلى علاجه.
قال الثاني: ولكني
سمعت الطبري، وهو يتشدد في هذا.
قال الأول: فما قال
ـ غفر الله له ـ؟
قال الثاني: لقد ذهب
إلى أنه لا يجوز تغيير شيء من الخلقة التي خلق الله عليها الإنسان بزيادة أو نقص
التماسا للحسن، حتى المرأة لا يجوز أن تفعل ذلك لزوجها، كمن تكون لها سن زائدة،
فتقلعها أو طويلة فتقطع منها، وكل ذلك داخل في النهي، وهي من تغيير خلق الله
تعالى.
واستثنى الطبري من
ذلك ما يحصل به الشرر والأذى، كمن يكون لها سن زائدة أو طويلة تعيبها في الأكل، أو
أصبع زائدة تؤذيها فيجوز ذلك، والرجل في هذا الأخير كالمرأة.
قال الأول: ومن
ألزمك بما يقول الطبري.. إن غيره من الفقهاء يخالفونه في هذا.. لقد ذهب كثير من الفقهاء
غيره إلى أن هذه الزوائد عيب ونقص في الخلقة المعهودة، وقطعها يزيل ذلك النقص
والشين، ويزيد الجمال.