قال: الكيفيات البسيطة التي يدركها اللسان تسع: المسخ والقابض والعفص
والمالح والمر والحريف والحامض والحلو والدسم.. وقد عرفنا كل واحدة منها، وحددنا
أفعالها ونشأتها.
قلت: فما المسخ؟
قال: هو كل شيء مذاق لا يفعل في اللسان شيئا، ولا يحس منه بلذة أو
بأذى، وذلك مثل الماء، لأن جوهره لا ينحل منه شيء يخالط اللسان فيدركه.
قلت: فما القابض؟
قال: هو ما جمع اللسان وجففه وخشنه.. وينشأ عن برودة مع تركيب متوسط
بين الغلظ واللطف.
قلت: وما العفص؟
قال: إذا كانت أفعاله مماثلة، ولكنها أشد.. وأفعاله العصر.. وينشأ عن
غلظ ورطوبة.
قلت: فما المالح؟
قال: إذا غسل اللسان مما لصق به، وجلاه.. وأفعاله الغسل والتجفيف ومع
العفونة.. وينشأ عن حرارة وتركيب متوسط الغلظ واللطف.
قلت: فما المر؟
قال: هو ما جلا أكثر من جلاء المالح، وخشن اللسان تخميشا مؤذيا..
وينشأ عن سخونة وغلظ.
قلت: فما الحريف؟
قال: هو ما أحدث لدغا وأكلا مع حرارة شديدة.. وأفعاله التحليل
والتقطيع والتعفين..