قال: كلامك صحيح.. فإن الإحصائيات المذكورة مبنية على الحليب الموجود
في السوق.. وعلى البشر الذين غيرتهم الحضارة.
قلت: لقد ورد في النصوص أن الحليب يرمز إلى الفطرة السليمة.. أفلا
يدل تأثيره العكسي على فساد الفطرة؟
قال: هذا ممكن أيضا.. وأزيدك شيئا قد يجعل الهوة بيننا وبينكم ضيقة.
قلت: ما هي؟
قال: لم يرد في نص واحد من النصوص أن النبي a شرب الحليب مغلى على النار.
قلت: هذا ما أعلمه.. فقد كانوا يشربونه بعد حلبه بدفء ضرعه.
قال: وهذا يقيهم كثيرا من مخاطر الحليب المغلى.. فمخاطر الحليب
المغلى تقضي على أكثر محاسن الحليب.
قلت: فاذكر لي من ذلك ما يريح ألباننا من النار.
قال: من ذلك أن
تعقيم الحليب يجعله أكثر صعوبة على الهضم، وذلك بسبب تغير ميزة البروتين.. وغليه يدمر
البكتيريا المرغوبة ويترك البكتيريا غير المرغوبة خلفه..ويدمر الفيتامينات بنسبة
50 بالمائة من فيتامين ج، ونسبة 25 بالمائة من فيتامينات ب.. ويدمر أيضاً الأجسام
المضادة الطبيعية، وهي بروتينات خاصة يتم انتاجها لمقاومة العدوى ببعض البكتيريات
غير المرغوبة[1].
اقتربت من المجموعة السادسة، فسألتهم عن التدريب الذي يعانونه، فقال
أحدهم: لقد كنا من المدمنين على القهوة والشاي، ونحن الآن نتمرن على استبدالها
بمشروبات طبيعية لا تحتوي على كافيين كشاي الشعير المحمص.