والسر
في هذه الدعوة الحثيثة على الاستزراع وحماية البيئة الحيوية ـ زيادة على ما سبق
بيانه ـ هو المنافع العظيمة التى تقدمها البيئة الحيوية للإنسان، إذ تلعب النباتات دوراً مهماً فى إحداث التوازن
فى تركيبة الهواء خاصة غازي الأكسجين وثاني أكسيد الكربون والتوازن فى الدورة المائية
من خلال عملية النتج، وحماية التربة من الجرف لما للغطاء النباتي من قدرة كبيرة
على مقاومة عوامل الجرف المائي والهوائي.
كما
أن للبيئة الحيوية أهمية طبية حيث تضم نباتاتها وحيواناتها الكثير من المواد أو العناصر
الفعالة فى صناعة الدواء.
ولكن
الفكر المنحرف لا يبالي ـ لا بالتوجيهات الربانية التي وردت في النصوص، ولا
بالمنافع التي أثبتها العلم، ولا بالمخاطر التي حذر منها الحكماء ـ ولذلك فإن
البيئة الحيوية ـ اليوم ـ فى تدهور مطرد نتيجة الاستغلال المفرط والجائر.
وتشير
ورقة عمل أعدها برنامج الأمم المتحدة للبيئة (اليونب) ومنظمة الفاو والبنك الدولي
سنة 1988 أن الغابات المدارية تختفي بمعدل 11 مليون هكتار سنويا، وأن نصف الغابات
المدارية فى العالم قد اختفى منذ بداية القرن الحالي، وأن هناك حاجة لاستثمار نحو
8 مليار دولار على مدى السنوات الخمس القادمة لتنمية الغابات واحتواء الأثر الضار
لإزالة الغابات.