ويقول
عن المعاني التي يستشعرها، وهو يعيش في ظلال هذه الأسماء:( الأول فليس قبله شيء.
والآخر فليس بعده شيء. والظاهر فليس فوقه شيء. والباطن فليس دونه شيء.. الأول
والآخر مستغرقا كل حقيقة الزمان، والظاهر والباطن مستغرقا كل حقيقة المكان. وهما
مطلقتان. ويتلفت القلب البشري فلا يجد كينونة لشيء إلا لله. وهذه كل مقومات
الكينونة ثابتة له دون سواه. حتى وجود هذا القلب ذاته لا يتحقق إلا مستمدا من وجود
الله. فهذا الوجود الإلهي هو الوجود الحقيقي الذي يستمد منه كل شيء وجوده. وهذه
الحقيقة هي الحقيقة الأولى التي يستمد منها كل شيء حقيقته. وليس وراءها حقيقة
ذاتية ولا وجود ذاتي لشيء في هذا الوجود)[1]
وقد
عبر القرآن الكريم ـ كذلك ـ عن هذا المعنى باسم الله ( الأحد) في قوله تعالى:﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾
(الاخلاص:1)، وهو اسم عظيم يحوي ـ مع
التأمل ـ الكثير من الدلالات، ولهذا لما خشي رسول الله a أن لا يقدر حق قدره ـ كما قد
لا تقدر المعاني الواردة في السورة حق قدرها ـ ذكر أن هذه السورة ـ التي تحوي هذه
الحقيقة الجليلة ـ والتي نتوهمها صغيرة تعدل ثلث القرآن كما روي عن أبي سعد، أن
رجلا سمع رجلا يقرأ:
﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ (الاخلاص:1) يرددها،
فلما أصبح جاء إلى النبي a فذكر ذلك له - وكأن الرجل
يتقالها - فقال النبي a:(