ولهذا
كان بلال في رمضاء مكة في بداية الإسلام يصيح بها في نشوة عظيمة، وقد فني عن كل
العذاب المحيط به:( أحد أحد)
ولا
غرابة في كل هذا ـ كما يقول سيد قطب ـ ( فإن الأحدية التي أمر رسول الله a أن يعلنها: قل هو الله أحد . هذه الأحدية عقيدة للضمير، وتفسير
للوجود، ومنهج للحياة)[2]
ولهذا
ـ خلاف ما قد نتصور ـ فإن غاية رسالة رسول الله a لم تكن الدعوة والتربية على
معنى التوحيد الذي ينفي الشريك فقط، وإنما الدعوة والتربية على معنى الأحدية الذي
ينفي الوجود الذاتي لغير الله.
وعلى
كليهما تقوم حياة المؤمن، ومن كليهما يستمد العارف.
وقد
شرح سيد قطب بتعبيره الجميل المعاني التي يعيشها العارف، وهو في ظلال هذا الاسم
الجليل، فقال:( إنها أحدية الوجود.. فليس هناك حقيقة إلا حقيقته. وليس هناك وجود
حقيقي إلا وجوده. وكل موجود آخر فإنما يستمد وجوده من ذلك الوجود الحقيقي، ويستمد
حقيقته من تلك الحقيقة الذاتية)[3]
[1] رواه ابن
حبان، وفي حديث آخر، قال رسول الله a:( أيعجز أحدكم أن يقرأ
في كل ليلة ثلث القرآن قالوا نحن اعجز من ذلك واضعف قال: (إن الله عز وجل جزا
القرآن ثلاثة أجزاء فجعل قل هو الله احد جزا من أجزاء القرآن)رواه أحمد ومسلم.