لِأُولِي
الْأَلْبَابِ﴾ (آل عمران:190) الآيات، ثم قام فتوضأ واستن، ثم صلى إحدى
عشرة ركعة، ثم أذن بلال فصلى ركعتين ثم خرج فصلى بالناس الصبح [1].
وفي
هذه الآيات برهان جلي على الأثر الذي تتركه القراءة الإيمانية لحروف المكونات،
فالقرآن الكريم قدم الفكر على الذكر، وقدم القراءة على التسبيح، ثم ذكر أن أول ما
يقوله هؤلاء العارفون، أو أول ما يقرؤونه هو أن هذا الخلق العظيم لم يخلق عبثا.
ومن
العبثية أن نقصر دلالة كل المكونات على مجرد احتياجها إلى خالق، ثم لا نرحل من ذلك
إلى التعرف على هذا الخالق الذي دلت على وجوده هذه المكونات.
وهؤلاء
العارفون الذين يخبرنا القرآن الكريم عن أحوالهم بمجرد امتلاء قلوبهم بالمعاني
التي يدل عليها الكون انفجرت ألسنتهم بدعاء الله ومناجاته، وكأنهم رأو الكون، وهو
يمد يديه بالافتقار والاضطرار إلى الله، فمدوا أيديهم معه.
وكل
ما ورد من أدعيتهم يدل على قراءة متأنية عميقة لحروف المكونات.