وَلا حَبَّةٍ فِي
ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾
(الأنعام: 59)، فأخبر تعالى أنه سجل حركة الأشجار وغيرها من الجمادات في هذا
الكتاب.
وأخبر تعالى أن كل ما
يحدث في الكون من أنواع المصائب مسجل في هذا الكتاب، قال تعالى:﴿ مَا
أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ
مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾ (الحديد:22)
وأخبر أنه لا تموت نفس
إلا وعند الله علمها، وأنه سجلها في ذلك الكتاب، قال تعالى:﴿ قَدْ
عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ﴾ (قّ:4)[1]
وأخبر أن هذا الكتاب هو
الذي تحدث الأشياء كل الأشياء وفقه، قال تعالى:﴿ لَوْلا كِتَابٌ مِنَ
اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ (لأنفال:68)
وأخبر عن مقالة موسى
عندما سأله فرعون عن حال القرون الأولى، فقال: ﴿ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي
فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى﴾
(طـه:52)
بل نص على أن كل شيء
مسجل في هذا الكتاب تسجيلا واضحا بينا، فقال ﴿ وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي
السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾
(النمل:75)[2]
وأخبر تعالى عما يحويه
هذا الكتاب من تفاصيل حياة الإنسان وأعماله، فقال:﴿ وَمَا تَكُونُ فِي
شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا
كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ
مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ
ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾
(يونس:61)
وأخبر تعالى عن احتواء هذا الكتاب على أعمار الإنسان، قال تعالى:﴿ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ
[1] فقد فسر ابن عباس الآية بقوله:( ما تأكل من
لحومهم وأبشارهم، وعظامهم وأشعارهم)
[2] قال ابن عباس في تفسير الآية: يعني: (ما من
شيء).. ذلك أن كل شيء يمكن اعتباره غيبا، فالغيب ما ستر عن البعض، وبما أنه ليس
هناك من يعلم كل شيء إلا الله، فصار كل شيء بهذا الاعتبار غيبا.