وأخبر a أنه لا يعلم أقواما من المرتدين من أمته يوم القيامة مع كونهم كانوا
من أصحابه، قال a:( ليُذادَنَّ أقوام من أمتي حوضي أعرفهم ويعرفوني ويؤخذ بهم جهة
النار، فأقول: أصحابي أصحابي. فيقال: ليسوا أصحابك إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك.
فأقول: سحقاً سحقاً)[2]
وهكذا جميع الأنبياء ـ
عليهم السلام ـ فقد كانوا أعظم البشر خوفاً من الله وفرقاً من عذابه وفراراً إليه،
ولو أطلعوا على الغيب لما خافوا كل ذلك الخوف.
وفي حديث الشفاعة
الطويـل[3] يخبر رسول الله a عن مخاوف الأنبياء،
ولو علموا الغيب المكنون لكان خوفهم مجرد تكلف لا خوفا حقيقيا.
وقد أخبر الله تعالى عن
خوف الملائكة الدائم من الله، وهو دليل على عدم اطلاعهم على الغيب المكنون، قال
تعالى:﴿ يَخَافُونَ رَبَّهُمْ
مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ
﴾ (النحل:50)
وهذا الخوف الشديد من
معرفتهم بالله، فكلما ازداد المؤمن معرفة بالله ازداد تواضعه له، وعدم تحديه
حدوده، عن أبي ذر قال: قال رسول الله a:( إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون أطت السماء وحق لها أن تئط
ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدا لله والله لو تعلمون ما أعلم
لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا وما تلذذتم بالنساء على الفرشات ولخرجتم إلى الصعدات
تجأرون إلى الله)[4]