ولهذا يخبر القرآن
الكريم أن الله هو المستأثر بعلم الغيب، وأن هذا الكتاب المكنون الذي هو فيض من
فيوضات علم الله سر من أسرار الله، قال تعالى:﴿ قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ
يُبْعَثُونَ﴾ (النمل:65)، وقال
تعالى:﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً﴾ (الجـن:26)
ولهذا يرد في القرآن
الكريم وصف الله تعالى بكونه عالما للغيب والشهادة، قال تعالى:﴿ يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لا
تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ
وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ
الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (التوبة:94)، وقال تعالى:﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ
الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ﴾ (الرعد:9)، وقال تعالى:﴿ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾
(المؤمنون:92)، وقال تعالى:﴿ ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ
وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ (السجدة:6)، وقال تعالى:﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا
هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ﴾ (الحشر:22)
وأخبر تعالى أنه لا يطلع على غيبه أحدا، كما قال تعالى:﴿ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ
عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ
لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ
يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ
أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ (آل عمران:179)
ورد على من تألى على
الله، فزعم أنه يمكن أن ينال بجهده ما لم يقدره الله له، فقال: ﴿
لَأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً﴾ (مريم: 77) بقوله تعالى:﴿أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ
عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْداً﴾ (مريم:78)، أي أعلم ماله في الآخرة، حتى تألى وحلف على ذلك، أم له عند اللّه عهد
سيؤتيه ذلك؟
وتردد في القرآن الكريم
مواجهة المشركين بعدم علمهم الغيب، قال تعالى:﴿ أَمْ عِنْدَهُمُ