الْغَيْبُ فَهُمْ
يَكْتُبُونَ﴾ (الطور:41)، وقال تعالى:﴿ أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى﴾ (لنجم:35) أي ليس الأمر كذلك فإنه لا يعلم أحد من أهل السماوات والأرض الغيب
إلا اللّه.
ورد الله تعالى على من
يزعمون اطلاع الجن على عالم الغيب بحكاية ما حصل لسليمان u، قال تعالى:﴿ فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى
مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ
تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي
الْعَذَابِ الْمُهِينِ﴾ (سـبأ:14)
بل تردد في القرآن الكريم الأمر بإخبار رسول الله a عدم علمه بالغيب، قال تعالى:﴿ قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ
عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي
مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى
وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ﴾ (الأنعام:50)
وأمره تعالى بالاستدلال على ذلك بأنه لو كان يعلم
الغيب لاستكثر من الخير وما مسه السوء، قال تعالى:﴿ قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً
وَلا ضَرّاً إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ
لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا
نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ (لأعراف:188) وأحسن ما قيل في تفسيرها هو أن المراد منها ( لعلمت إذا اشتريت
شيئاً ما أربح فيه، فلا أبيع شيئاً إلا ربحت فيه، ولا يصيبني الفقر، أو لو كنت
أعلم الغيب لأعددت للسنة المجدبة من المخصبة، ولوقت الغلاء من الرخص، فاستعددت له
من الرخص)[1]، ولا يصح اعتبار الخير هنا العمل الصالح، فرسول الله a، بل صالحو المؤمنين لا يحجزهم الجهل بالغيب عن العمل، بل يزيدهم
عملا وصلاحا.
وأمر a أن يقول لمن طلبوا الآيات:﴿ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ
الْمُنْتَظِرِينَ﴾ (يونس:20)
وأمره a أن يخبرهم بأن رسالته لا تعني اطلاعه على الغيب، قال تعالى:﴿ وَلا أَقُولُ