ويروى عن سعيد بن المسيب قال:( رأيت عليا على المنبر وهو يقول:( لتخضبن هذه
من هذه)، وأشار بيده إلى لحيته وجبينه، فما حبس أشقاها، فقلت:( لقد ادعى علي به
علم الغيب)، فلما قتل علمت أنه قد كان عهد إليه.
ولهذا، فإن المؤمن كلما
تعمق في إيمانه، وازداد تبصره بسنن الله لم يكد يخطئ في إشارته، وإلى ذلك الإشارة
بقوله تعالى:﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ﴾ (الحجر:75)،
وبقوله a:( اتقوا فِرَاسة المؤمن، فإنه ينظر بنور الله)، ثم قرأ النبي a:﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ﴾[1]
بل أخبر a أن من المؤمنين من يمكن أن يطلق عليه اسم (المتوسمين)،
فقال:( إن لله عبادًا يعرفون الناس بالتوسم)[2]
وهذا من النوع من
الناس هم الذين يطلق عليهم الصوفية (المكاشفون)، وما يذكرونه من أخبار كراماتهم
يبلغ مبلغ التواتر، وهو بذلك من أدلة هذا النوع من التبصر.